
في تلك اللحظات الرهيبة والهائلة جدًّا تأتي مرحلة الحساب، تبدأ عملية الحساب بتوزيع الصحف، ويؤتى كل إنسانٍ كتابه، {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً }[الإسراء: من الآية13]، لكل إنسان صحيفة أعماله، هذا الكتاب هو صحيفة لعمل الإنسان، موثَّقٌ فيه ما عمله هذا الإنسان توثيقاً دقيقاً، لا يفوت شيءٌ من أعمال الإنسان في الخير، أو في الشر إن كان عمله عمل الشر، الإنسان يستلم هذا الكتاب، وحتى عملية التسليم هي تدل على محتوى هذا الكتاب، وعلى مصير هذا الإنسان: الإنسان إما أن يؤتى كتابه بيمينه، وهذه بشارة للإنسان، والإنسان المؤمن، الإنسان الفائز تأتيه البشارات والطمأنة من بعد عملية البعث مباشرةً، وفي مراحل الحساب مرحلةً مرحلة؛ أما الخاسرين فلا، العكس من ذلك، كل مرحلة من تلك المراحل تأتي فيها المؤشرات المخيفة والعلامات السيئة لخسارتهم وهلاكهم، وهذه أمور رهيبة جدًّا في العرض على الله -سبحانه وتعالى-: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة: الآية18]، وتسليم الصحف والكتب، {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}[الانشقاق: 7-9]، {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}[الحاقة: الآية19]،
اقراء المزيد